{getToc} $title={محتويات الموضوع} $count={Boolean}
تُطرح تساؤلات كثيرة بين المهتمّين بالتقنية حول موقع Apple في سباق الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظلّ الهيمنة الإعلامية التي تحقّقها شركات مثل Google،OpenAI وMeta. البعض يرى أن Apple قد تأخّرت فعلًا، لكن الحقيقة ليست بهذه البساطة.
بعيدًا عن الضجيج، تُفضّل Apple السير في طريق مختلف. سياستها تقوم على التكامل الهادئ بدل السباق العلني. فبينما تكشف الشركات الأخرى أدوات ضخمة أمام الكاميرات، تعمل Apple على غرس الذكاء الاصطناعي في عمق أجهزتها دون الحاجة إلى لافتات دعائية.
ما الذي تبتكره Apple في الذكاء الاصطناعي؟
يُعتبر المساعد الصوتي Siri المثال الأشهر، لكنه ليس الوحيد. تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي يوميًّا في:
- التعرف على الوجه في Face ID.
- معالجة الصور في iPhone.
- توقّع الكلمات في لوحة المفاتيح.
- تحليل النشاط البدني في Apple Watch.
- تصنيف الصور تلقائيًا حسب الأماكن والأشخاص.
هذه التطبيقات ليست واجهات دردشة، لكنها أمثلة حقيقية على ذكاء اصطناعي مضمّن، يُعزِّز التجربة دون ضوضاء.
{getCard} $type={post} $title={أفضل متصفحات الويب لـ mac OS}
لماذا يتّهم البعض Apple بالتأخّر؟
ربما السبب الأكبر هو عدم تقديمها لنموذج لغوي عملاق علني كما فعلت OpenAI مع ChatGPT أو Google مع Gemini. لكنها استثمرت مبالغ ضخمة في البنية الداخلية لنظامها، مثل شريحة Neural Engine التي تعمل على تشغيل خوارزميات التعلم الآلي مباشرة من الجهاز.
كيف تُوظّف Apple الذكاء الاصطناعي بشكل مختلف؟
الفكرة ليست في منافسة الآخرين في عدد الميزات، بل في نوع التجربة التي تُقدّمها. Apple لا تُريد فقط إضافة ذكاء اصطناعي إلى أجهزتها، بل ترغب أن يكون متطابقًا مع مفاهيم الخصوصية، الأمان، وسهولة الاستخدام.
فبدل أن تعتمد على الحوسبة السحابية فقط، يُنفّذ جزء كبير من العمليات الذكية محليًّا على الجهاز. وهذا يمنح المستخدم تحكمًا أفضل، ويُقلّل من الاعتماد على الاتصال الدائم بالإنترنت.
من أين يأتي الانطباع بأن Apple متأخرة؟
قد يكون ذلك نتيجة عدم الانخراط العلني في صخب الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي أصبح مركز الترويج اليومي في السوق التقنية. لكن إذا نظرنا إلى الواقع العملي، سنجد أن خوارزميات مثل Smart HDR، التي تعمل على تصحيح التصوير الليلي، التعرّف على النصوص من الصور، جميعها تعمل بالذكاء الاصطناعي منذ سنوات.
وليس من العدل تجاهل استحواذ Apple على عدد كبير من الشركات الناشئة في هذا المجال، مثل Xnor.ai، Turi، Laserlike. هذه الصفقات لم تكن لأغراض تجريبية، بل لتغذية الأجهزة المستقبلية بما يتطلّبه السوق من أداء ذكي.
ما موقع Apple من الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
لا توجد تطبيقات حاليًا على iOS أو macOS تعمل بشكل مباشر بنفس طريقة ChatGPT. لكن Apple تختبر مزايا ذكية جديدة قيد التطوير، منها:
- توليد صور رمزية باستخدام AI داخل FaceTime.
- تحسين تلقائي لتصاميم التطبيقات في SwiftUI.
- أداة تحرير نصوص تعتمد على السياق داخل البريد والرسائل.
هذه الأدوات تُطوَّر داخليًا وقد يتم الكشف عنها في مؤتمر المطورين القادم.
ضمن التطبيقات اليومية، تعتمد كاميرات iPhone على تقنيات مُتقدّمة في تحليل العمق، التركيز، وتوازن الألوان، دون تدخل يدوي من المستخدم. كلّ هذه العمليات تُدار بخوارزميات تعلم عميق تعمل مباشرة على شريحة A-series. المثال الأوضح لذلك هو نمط "الصورة الشخصية"، الذي يُحلّل العناصر في الوقت الحقيقي لتمييز الشخص عن الخلفية وتطبيق تأثيرات معقّدة خلال جزء من الثانية.
تقنية Live Text مثال آخر على كيف تُدمج Apple و الذكاء الاصطناعي دون إعلان مباشر. من خلال كاميرا الجهاز، يُمكن نسخ نص من صورة، أو ترجمة ملصق، أو الاتصال برقم هاتف مكتوب بخط اليد، دون الحاجة لأي تطبيق خارجي. هذه الميزات تحقّقت من خلال تطوير داخلي يعتمد على الشبكات العصبية التي تتعلّم بصمت من التفاعلات السابقة.استخدامات حقيقية داخل بيئات العمل والتعليم
في القطاع التعليمي، أتاحت Apple للمدرّسين إمكانية استخدام ميزات مثل "سجل الشاشة الذكي"، والذي يدمج التعليق الصوتي بالشرح المرئي تلقائيًا، ويقترح تقسيم الفيديوهات إلى فصول مفهومة استنادًا لمحتواها.
أما في بيئات الأعمال، فتم إدخال قدرات ذكاء اصطناعي لتحسين تجربة الاجتماعات، عبر تقنيات عزل الضوضاء وتحليل نبرة الصوت أثناء المكالمات. أكد بعض المستخدمين بأنّ التحديثات الأخيرة لميزة "القراءة الصوتية" على iOS باتت تلتقط الجمل بدقّة أعلى حتى في وجود ضوضاء محيطة.
كيف تختلف Apple في تعاملها مع الذكاء الاصطناعي عن Google أو Meta؟
بينما تُعلن Google عن نماذج ضخمة مثل Gemini وتربطها بكل جوانب خدماتها، تختار Apple طريق التكامل المحلي غير الظاهر. الفرق لا يتعلق بالقدرات التقنية بقدر ما يتعلق بالمنهجية. فبينما تُركّز Google على النماذج السحابية التي تُخزّن جزءًا من البيانات، تَعمل Apple على إبقاء كل شيء داخل الجهاز ذاته، ما يحدّ من وصول الطرف الثالث إلى البيانات.
Meta من جهتها اختارت استراتيجية مفتوحة المصدر عبر LLaMA، لكنّها تُركّز غالبًا على تطوير واجهات تفاعلية تعتمد على بيانات المستخدم لتدريب النماذج. في المقابل، Apple لا تُشارك هذه البيانات أصلًا، مما يجعل منتجاتها ملائمة أكثر للمستخدمين الحريصين على الخصوصية.
Apple قد لا تكون الأسرع، لكنها تُعتبر الأكثر انسجامًا مع منهجية "الذكاء الحذر"، أي الذكاء الذي يُصمَّم بعناية للاندماج دون مخاطرة.
أين تتفوّق Apple بالفعل؟
رغم كل الانتقادات، لا يمكن تجاهل أن أجهزة Apple تسبق منافسيها في نواحٍ محددة:
- سرعة تنفيذ المهام المعقّدة محليًا دون اتصال دائم.
- دمج الذكاء الاصطناعي في المعالج بدلًا من الاعتماد على السحابة.
- تطبيقات مثل Shortcuts تُحوِّل أوامر عادية إلى إجراءات تلقائية ذكية.
- التفاعل الذكي مع النصوص والصور والصوت بطريقة سلسة.
هذه الأسبقية ليست نتيجة إعلان ضخم، بل بسبب تصميم بنيوي بدأ منذ سنوات. شريحة Neural Engine المتوفّرة في أجهزة iPhone و iPad منذ A11 Bionic، كانت من أوائل الرقائق التي خُصّصت للذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة.
ماذا عن المخاطر؟
حتى مع اعتماد Apple على المعالجة المحلية، لا يعني هذا غياب التحديات. أحد المخاوف يتمثل في اعتماد المستخدمين المفرط على الاقتراحات الذكية، مما قد يؤثّر على قدراتهم الذاتية في الإنتاج والتفكير.
كما أن أدوات الذكاء الاصطناعي تَتطوّر بسرعة كبيرة، وفي حال لم تُواكب Apple هذه الوتيرة، قد تجد نفسها محصورة في إطار خاص جدًا، يُفقدها مرونة المنافسة أمام الأدوات المفتوحة.
نقطة أخرى تتعلّق بالمطوّرين. البيئة المغلقة لأجهزة Apple قد تُقيد فرص الابتكار الذاتي، مقارنة بما تُتيحه منصات مثل Android أو Linux. ومع أن ذلك يمنح أمانًا أعلى، لكنه يُقلِّل من مساحة التجريب والإبداع التقني خارج إطار Apple نفسه.
إلى أين يتجه الذكاء الاصطناعي داخل منظومة Apple؟
من المتوقع أن تُعلن الشركة عن تحديثات جوهرية في مؤتمر WWDC القادم، تشمل:
- تطوير Siri ليُصبح مساعدًا تفاعليًا يعتمد على نماذج لغوية متقدّمة.
- دمج إمكانات إنشاء الصور والنصوص داخل تطبيقات iWork.
- إطلاق أداة تطوير مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمبرمجين داخل Xcode.
- تحسين ميزة Visual Lookup لتشمل التعرف على الفيديو والمحتوى المتحرّك.
Apple تعمل بصمت على هذه التحسينات لتفاجئ السوق بنقلة نوعية، تُشبه ما فعلته سابقًا عند دخولها مجال المعالجات الخاصة بها.
هل أعجبك المقال؟